المادة    
السؤال: تعيش الأمة الإسلامية في هذه الأيام صحوة لا سيما في هذا البلد الطيب، وخاصة في مجتمع النساء، ولكن اتجاه الكثير منهن اتجاه عاطفي مما يجعلها تركز على جانب واحد من الدين وإهمال بقية الجوانب، ومما يجعلها أحياناً تقع في أيدي بعض المتاجرات بالدين كالصوفيات وغيرهن، فما نصيحة فضيلتكم لأخواتنا المسلمات؟
وماذا نفعل تجاه هؤلاء اللاتي نشك أنهن صوفيات، وإذا تأكدنا من تصوفهن هل نبلغ عنهن أهل الأمر؟
الجواب: سأبدأ بآخر نقطة وهي حكاية البلاغ هذه فأنا لا أراها؛ لأننا يمكن أن نبلغ عنه إذا كانت الداعية إلى التصوف -التي لم ترتدع، ولم تنتصح- في قطاع تعليمي أو في مكان له تأثير، لتزال وتبعد عنه.
أما هؤلاء الأخوات المخدوعات المغررات بالعواطف كما في السؤال: فنحن أولى أن نحتضن هذا الفكر وهذه العاطفة التوجه، وهذا الإقبال والرغبة، وأن نوجهها الوجهة السليمة بدلاً أن تقع في شباك الصوفيات.
وأنا أقول: فعلاً إن ما جاء في السؤال حق في أن الصحوة عاطفية حتى عند الشباب، وذلك لأن كل شيء في بدايته يبدو عاطفياً من جهة، ومن جهة أخرى أن المحاضن التربوية قليلة، وأضرب لكم أمثلة: كم مركزاً صيفياً نسائياً في جدة على كبرها وسعتها وعلى كثرة طالباتها اللاتي يقارب عددهن عدد الأولاد أو يزيد؟ فالمراكز قليلة.
وكم لدى هذه اللجنة وأمثالها التي تربي الأخوات وتصقل مواهبهن وتنظر جوانب النقص عندهن؟
فعندما تتدين الفتاة ولا تجد إلا هؤلاء فإنها من الطبيعي أن تنساق لهم؛ لقلة المحاضن التربوية السليمة الموجهة، وإلا فالتصوف سرطان وداء عظيم للأمة إذا تخلصت من الفسق والفجور، وعادت إلى التصوف فكأنها ما صنعت شيئاً -نسأل الله العافية- لأنه علاج انحراف بانحراف آخر.
وأنا لا أستغرب وقوع التصوف، لأن الترف الذي نعيشه يمكن أن ييسر دخول مثل هذه الأفكار الصوفية عند الفتيات بل حتى عند الفتيان.
فيجب علينا أن ننشر الوعي الصحيح وأن نحرص كل الحرص على أن نتعامل برحمة ولطف مع هؤلاء الأخوات وأمثالهن، وأن نعالجهن بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى يصلح الله تعالى حالهن إنه سميع مجيب.
أما الصحوة فهي في كل البلاد، وقد أقول غير مبالغ: إن الصحوة في مصر أقوى من هذه البلاد نسائياً، وذلك أن الأصل هنا هو الحجاب، ولكن في مصر ينتشر الحجاب انتشاراً هائلاً بالرغم أنه يحارب حتى بالشرطة.